مخططات تفيدك في طريقك
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
=====================================================
الدنيا | الآخــــــــرة
======================================================
الدنيا |القبر |النفح في الصور | البعث | الحشر 5000 سنه |الشفاعه
=====================================================
الحساب | تطاير الصحف |الميزان | الحوض |امتحان المؤمنين | الصراط النار | القنظره | الجنه
=====================================================
انظر إلى الرسم والجدول ثم قارن بين الحياة الدنيا والآخرة وتفكر في هذه الآيات:
* "وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور"
آل عمران 185
* "بل تؤثرون الحياة الدنيا والآخرة خير وأبقى"
الأعلى 16/17
* "أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل"
التوبة 38
* "ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب"
الشورى 20
* إنا لنفرح بالأيام نقطعها وكل يوم يدنينا من الأجل
القــبر
قال تعالى:"إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطوا أيديهم اخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون.." - الأنعام 93
يعذب في القبر الكافر والمنافق والمؤمن وأما نعيم القبر فهو للمؤمن فقط، يعذب المؤمن في قبره على جهله بالله وإضاعة أمره وارتكاب معاصيه، والقبر إما روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النيران.
* المعاصي المعذِّبات في القبر:
- عدم التنزه من البول فيكون على نجاسة بعد قضاء حاجته.
- النميمة (يفسد بين إثنين بالكذب).
- الغلول (ما أخذه من الغنيمة بغير وجه حق).
- الكذب (يشرشر شدقه حتى يبلغ قفاه).
- هجر القرآن (يضرب رأسه بالحجارة).
- الزنا (يعذب بالتنور ويتوقد من تحته النار).
- الربا (يسبح بنهر الدم ويلقم بالحجارة).
- الدين (يحبس بدينه عن الجنة).
* المنجيات من عذاب القبر:
- الصلاة والصيام والزكاة وفعل الخيرات من الصدق والصلة والمعروف والإحسان إلى الناس.
- الإستعاذة بالله من عذاب القبر.
* المعصومون من عذاب القبر:
- الشهيد (يجار من عذاب القبر).
- المرابط (ويأمن فتنة القبر من مات مرابطا في سبيل الله).
- الذي يموت يوم الجمعة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من مسلم يموت يوم الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر" - رواه أحمد والترمذي
- الذي يموت بداء البطن، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من يقتله بطنه فلن يعذب في قبره" - أخرجه النسائي والترمذي حسنه
==============================
1 | 2 | 3 |
==============================
الدنيا | الشفاعة | امتحان المؤمنين |
==============================
القبر | الحســـــــاب | الصراط |
==============================
النفخ في الصور | تطاير الصحف | النار |
==============================
البعث | المـــــــيزان | القنـــطرة |
==============================
الحشر321 | الحـــــوض | الجـــــــنــــة |
==============================
النفخ في الصور
النفخ معروف، والصور هو قرن عظيم إلتقمه إسرافيل ينتظر متى يؤمر بنفخه
* عدد النفخات:
- نفخة الفـزع: يفزع الناس ويصعقون إلا من شاء الله "ونفخ في الصور فصعق من في السموات والأرض إلا ما شاء الله" - الزمر 68
- نفخة البعث: يقوم الناس من قبورهم "ونفخ في الصور فإذا هم من الأجداث (القبور) إلى ربهم ينسلون" - يس 51
* كيف تنعمون:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كيف أنعم وقد إلتقم صاحب القرن القرن. وحنى جبهته وأصغى سمعه ينتظر أنْ يؤمر أنْ ينفخ فينفخ قال المسلمون: فكيف نقول يا رسول الله؟ قال: قولوا حسبنا الله ونعم الوكيل. توكلنا على الله ربنا" - سلسلة الأحاديث الصحيحة 3/66
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول صلى الله عليه وسلم: "إنَّ طرف صاحب الصور منذ وكل به مستعد ينظر نحو العرش مخافة أنْ يؤمر قبل أنْ يرتد إليه طرفه، كأنَّ عينيه كوكبان دريان" - قال الحاكم صحيح الإسناد ووافقه الذهبي سلسة الأحاديث الصحيحة 3/65
* متى ينفخ في الصور؟
- قال عليه الصلاة والسلام "ولا تقوم الساعة إلا يوم الجمعة" - مشكاة المصابيح 1/427
- عن أوس بن أوس قال؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنَّ أفضل أيامكم يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه قبض وفيه النفخة وفيه الصعقة فأكثروا علي من الصلاة فيه فإنَّ صلاتكم معروضة على" - رواه أبو داود والنسائي وابن ماجة في الدعوات الكبير
* كم بين النفختين؟
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه قال: "ما بين النفختين أربعون"، قالوا: "يا أبو هريرة أربعون يوماً؟" قال: "أبيت"، قالوا: "أربعين شهراً؟"، قال: "أبيت"، قالوا: "أربعون سنة" قال: "أبيت" - رواه البخاري
* المطر قبل النفخة الثانية:
قال عليه السلام: "ثم يرسل الله مطراً كأنه الطلل أو الظل فتنبت منه أجساد الناس ثم ينفخ فيه أخرى فإذا هم قياماً ينظرون" - رواه مسلم
البعـث
هو إحياء الأموات يوم القيامة
قال تعالى: "يوم يبعثهم الله جميعا فينبئهم بما عملوا أحصاه الله ونسوه والله على كل شيء شهيد" - المجادلة 6
قال عليه السلام: "يبعث كل عبد على ما مات عليه" - رواه مسلم
* خواص الإنسان يوم البعث:
إنَّ الإنسان يخلق خلقاً جديداً وفيه خصائص جديدة فمثلاً؛ لا يموت مهما أصيب أو عذب وينظر إلى الملائكة والجن.
* أول من تنشق عنه الأرض:
- قال عليه السلام: "أنا سيد ولد آدم يوم القيامة وأول من ينشق عنه القبر" - رواه مسلم
- قال عليه السلام: "لا تخيروني على موسى فإنَّ الناس يصعقون فأكون أول من يفيق فإذا موسى باطش بجانب العرش فلا أدري أكان فيمن صعق فأفاق أو كان ممن استثنى الله عز وجل" - رواه البخاري
* صفة البعث:
- يبعث الناس من قبورهم عراة حفاة غير مختونين (أي غير متطهرين) قال تعالى: "كما بدأنا أول خلقا نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين" - الأنبياء 104
- يبعث المحرم ملبيا ويبعث الشهيد جرحه يثعب دماً، اللون لون الدم والريح ريح المسك.
- يستحب أنْ يلقن الميت الشهادة حتى يبعث عليها فيكون من أهل الجنة.
* نمو الإنسان:
والإنسان يتكون في اليوم الآخر من عظم صغير اسمه عجب الذنب (العجب آخر كل شيء) عندما يصيبه الماء ينمو كما قال عليه السلام: "ثم ينزل من السماء ماء فينبتون كما ينبت البقل، وليس في الإنسان شيء إلا بلى إلا عظم واحد وعجب الذنب منه يركب الخلق يوم القيامة" - رواه مسلم
* أجساد الأنبياء لا تبلى:
قال عليه السلام: "إنَّ الله حرم على الأرض أنْ تأكل أجساد الأنبياء" - رواه البخاري
الحشــــر
هو جمع الخلائق يوم القيامة لحسابهم والقضاء بينهم
* أرض المحشر:
- قال الله تعالى: "يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات وبرزوا لله الواحد القهار"- إبراهيم 48
وأخبرنا الرسول عليه السلام عن شكل الأرض فقال: "يحشر الناس يوم القيامة على أرض بيضاء عفراء (خالصة البياض) كقرض النقى (الدقيق النقي) ليس فيها معلم لأحد (أي علامة كجبل أو صخرة) " - رواه البخاري
* حال الناس في هذا اليوم:
قال الله تعالى: "يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم * يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد" - الحج 1/2 ؛ وقال تعالى: "قلوب يومئذ واجفة * أبصارها خاشعة" - النازعات 8/9 ؛ قال تعالى: "فإذا جاءت الصاخة * يوم يفر المرء من أخيه * وأمة وأبيه * وصاحبته وبنيه* لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه" - عبس 33/37
* مدة اليوم وطوله:
قال تعالى: "تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة" - المعارج 4
ولطول هذا اليوم يظن الناس أنه لبثوا في الدنيا ساعة "ويوم يحشرهم كأن لم يلبثوا إلا ساعة من النهار" - يونس 45 ؛ "ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون مالبثوا غير ساعة" - الروم 55
* وصف الله لهذا اليوم:
- "إنَّ هؤلاء يحبون العاجلة ويذرون ورائهم يوماً ثقيلاً" - الإنسان 27
- "فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون" - المؤمنون 101
- "ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم يوم يقوم الناس لرب العالمين" - المطففين 4/6
بعض معالم ذلك اليوم
* قبض الأرض وطي السماء:
"وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون" - الزمر67
قال عليه السلام: "يطوي الله السموات يوم القيامة ثم يأخذهن بيده اليمنى ثم يقول أنا الملك أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟.." - مشكاة المصابيح 3/53
* دك الأرض:
"فإذا نفخ في الصور نفخة واحدة وحملت الأرض والجبال فدكتا دكته واحدة" - الحاقة 13/14
* نسف الجبال:
"ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا فيذرها قاعاً صفصفا لا ترى فيها عوجا ولا أمتا" - طه 105/107
* تفجير البحار:
"وإذا البحار فجرت" - الانفطار 3
* إنشقاق السماء:
"فإذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان" - الرحمن 37
* تكوير الشمس:
"إذا الشمس كورت" - التكوير 1 (أي تجمعت وذهب ضوؤها)
* تساقط الكواكب:
"وإذا الكواكب إندثرت" - الانفطار 2
* خسوف القمر:
"فإذا برق البصر وخسف القمر" - القيامة 7/8
* دنو الشمس:
تدنوا الشمس في ذلك اليوم إلى رؤوس الخلائق بمقدار ميل، قال صلى الله عليه وسلم: "فيكون الناس على قدر أعمالهم في العرق؛ فمنهم من يكون إلى كعبيه، ومنهم من يكون إلى ركبتيه، ومنهم من يكون إلى حقويه، ومنهم من يلجمه العرق إلجاماً وأشار بيده إلى فيه" - رواه مسلم
* التخاصم:
يتخاصم في هذا اليوم الضعفاء والمتكبرون، ويتخاصم الكافر مع قرينه وشيطانه وأعضائه، ويلعن بعضهم بعضا، ويعض الظالم على يديه ويقول يا ليتني لم أتخذ فلانا خليلا وصديقا، ويتمنى لو اتبع الرسول صلى الله عليه وسلم في ذلك اليوم وكان من أمته وأصحابه ومحبيه.
* خطبة إبليس:
في هذا اليوم يخطب إبليس قائلاً: "وقال الشيطان لما قضي الأمر إنَّ الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي إني كفرت بما أشركتموني به من قبل إن الظالمين لهم عذاب أليم" - إبراهيم 22
أحوال الناس في ذلك اليوم
* حال الكافر:
قال تعالى: "يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه * وصاحبته وأخيه * وفصيلته التي تؤويه * ومن في الأرض جميعا ثم ينجيه" - المعارج 11/14 ؛ وذلك عندما تسحب جهنم بسبعين ألف زمام على كل زمام سبعين ألف ملك، فيراها الكافر ويود لو أنه يفتدي نفسه من هذا العذاب الأليم.. فيكون الكفار في ذلة وحسرة "ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا" - النبأ 40
* حال عصاة المؤمنين:
ورد في النصوص بعض الذنوب التي يعذب بها المؤمن في هذا اليوم وهي:
- الذين لا يؤدون زكاتهم: يمثل له ماله ثعبانا له نقطتان سوداوان في عينيه فيطوق عنقه، ويجعل ماله صفائح من نار ثم يعذب به.
- المتكبرون: قال عليه السلام: "يحشر المتكبرون أمثال الذر (صغار النمل) يوم القيامة في صور الرجال يغشاهم الذل من كل مكان" - مشكاة المصابيح 2/635
- ذنوب لا يكلم الله أصحابها ولا يزكيهم: (الذين يكتمون ما أنزل الله - الذين يحلفون بأيمان كاذبة لكسب دنيوي - المنان - رجل بايع إماما فإن أعطاه وفى وإن لم يعطه لم يف - رجل منع ابن السبيل فضل ماء - الشيخ الزاني - الملك الكذاب - الفقير المتكبر - العاق لوالديه - المرأة المتشبهة بالرجال - الديوث "الذي يرى السوء بأهله ويسكت عنه" - من أتى امرأته من دبرها - من جر ثوبه خيلاء).
- الأثرياء المنعمون: إلا من أنفق ماله بيمينه وشماله وبين يديه ومن ورائه.
- الغادر: قال صلى الله عليه وسلم: "إذا جمع الله الأولين والآخرين يوم القيامة يرفع لكل غادر لواء، فيقال:" هذه غدرة فلان ابن فلان" - رواه مسلم
- الغلول: وهو ما يؤخذ من الغنيمة خفية، وغاصب الأرض، وذو الوجهين المتلون؛ قال عليه الصلاة والسلام: "تجدون شر الناس يوم القيامة ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه" - مشكاة المصابيح 2/578
- الحاكم الذي يحتجب عن رعيته، والذي يسأل وعنده ما يغنيه، والذي يبصق تجاه القبلة، والكاذب بحِلْمِهِ.
* حال الأتقياء:
أما الأتقياء فلا يفزعهم هذا اليوم ولا يخيفهم ويمر عليهم كصلاة ظهر أو عصر؛ قال تعالى: "إنَّ الذي سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون * لا يسمعون حسيسها وهم فيما اشتهت
أنفسهم خالدون * لا يحزنهم الفزع الأكبر وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون" - الأنبياء 101/103
أعمال تنفعك في ذلك اليوم
* أثناء عذاب الناس ودنو الشمس على رؤوس الخلائق بمقدار ميل تستظل سبعة أصناف تحت ظل العرش وهم (إمام عادل - شاب نشأ في طاعة الله - رجل قلبه معلق بالمساجد - المنفق بالسر - من يحول الخوف من الله بينه وبين الوقوع في فتنة النساء - المتحابون بجلال الله - من ذكر الله في خلوة ففاضت عيناه - ويضاف إليهم أنظار المعسر).
* قال صلى الله عليه وسلم: "من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة" - مشكاة المصابيح 1/71
* قال صلى الله عليه وسلم: "كان رجل يداين الناس، فكان يقول لفتاه: إذا أتيت معسرا تجاوز عنه لعل الله أن يتجاوز عنا، قال: فلقي الله فتجاوز عنه" - مشكاة المصابيح 2/108
* قال صلى الله عليه وسلم: "إنَّ المقسطين عند الله على منابر من نور، عن يمين الرحمن عز وجل، وكلتا يديه يمين، يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا" - رواه مسلم
* قال صلى الله عليه وسلم: "للشهيد عن الله ست خصال... ويأمن من الفزع الأكبر" - مشكاة المصابيح 2/258
* قال صلى الله عليه وسلم: "ومن مات مرابطاً في سبيل الله أمن من الفزع الأكبر" صحيح الجامع الصغير 3/171
* قال صلى الله عليه وسلم: "من كظم غيظا وهو يقدر أن ينفذه دعاه الله على رؤوس الخلائق يوم القيامة حتى يخير في أي الحور العين شاء" - مشكاة المصابيح 2/631
* قال صلى الله عليه وسلم: "المؤذنون أطول الناس أعناقا يوم القيامة" - رواه مسلم
* قال صلى الله عليه وسلم: "من شاب شيبة في الإسلام كانت له نورا يوم القيامة" - صحيح الجامع الصغير 5/304
* قال صلى الله عليه وسلم: "إنَّ أمتي يدعون يوم القيامة غرا محجلين من آثار الوضوء" - رواه البخاري
* أما الكافر فلا تنفعه أعماله وإن كان فيها خير من صدقة وصلة رحم وإنفاق في الخيرات، فقد وصف الله تعالى أعمالهم بقوله: "والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الضمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب" - النور 29 ؛ فهذه الأعمال يظن الكافر أنها تغني عنه شيئا يوم القيامة ولكنها لا وزن لها ولا قيمة لأنها قامت على غير أساس "ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين" - آل عمران 85
الشفاعـة
وهي التوسط للغير بجلب منفعة أو دفع مضرة
* أنواع الشفاعة:
- خاصة بالنبي: وهي الشفاعة العظمى في أهل الموقف يوم المحشر حتى يرفع الله العذاب عن الناس ويحاسبهم.
- عامة: وهي فيمن دخل من المؤمنين إلى النار ليخرجوا منها وهي للنبي وغيره من الأنبياء والملائكة والمؤمنين ويشترط لهذه شرطين:
- إذن الله في الشفاعة "من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه"- البقرة 225
- ورضاه عن الشافع والمشفوع "ولا يشفعون إلا لمن ارتضى" - الأنبياء 28
* الشفاعة العظمى:
وفي رواية قتادة عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يجمع الله الناس يوم القيامة فيهتمون لذلك فيقولون:لو استشفعنا إلى ربنا حتى يريحنا من مكاننا هذا؟ قال: فيأتون آدم فيقولون: أنت آدم أبو الخلق خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه وأمر الملائكة فسجدوا لك اشفع لنا عند ربك حتى يريحنا من مكاننا هذا فيقول: لست هناكم (أي بغيتكم) فيذكر خطيئته التي أصاب فيستحي ربه منها ولكن ائتوا أول رسول بعثه الله إلى أهل الأرض قال: فيأتون نوحا فيقول: لست هناكم فيذكر خطيئته التي أصاب فيستحي ربه منها ولكن ائتوا إبراهيم الذي اتخذه الله خليلا فيأتون إبراهيم فيقول: لست هناكم وذكر خطيئته التي أصاب فيستحي ربه منها ولكن إئتوا موسى الذي كلمه الله وأعطاه التوراة قال: فيأتون موسى فيقول: لست هناكم وذكر خطيئته التي أصاب فيستحي ربه منها ولكن إئتوا عيسى روح الله وكلمته فيأتون عيسى روح الله وكلمته فيقول: لست هناكم، ولكن ائتوا محمدا عبدا غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فيأتونني فأستأذن على ربي فيؤذن لي فإذا أنا رأيته وقعت ساجدا فيدعني ما شاء الله فيقال: يا محمد ارفع قل يسمع سل تعطه اشفع تشفع فأرفع رأسي فأحمد ربي بتحميد يعلمنيه ربي ثم أشفع فيحد لي حدا فأخرجهم من النار وأدخلهم الجنة ثم أعود فأقع ساجدا فيدعني ما شاء الله أن يدعني ثم يقال لي: ارفع يا محمد قل يسمع سل تعطه اشفع تشفع فأرفع رأسي فأحمد ربي بتحميد يعلمنيه ثم أشفع فيحد لي حدا فأخرجهم من النار وأدخلهم الجنة" - أخرجه البخاري ومسلم
وفي حديث ابن عباس من رواية عبد الله بن الحارث عنه عن أحمد "..فيقول عز وجل: يا محمد ما تريد أن أصنع في أمتك؟ فأقول: يا رب عجل حسابهم.."
الحـساب
وهو إطلاع الله عباده على أعمالهم - "إنَّ إلينا إيابهم ثم إن علينا حسابهم" - الغاشية 25
* والمراد بالحساب أن الله تعالى يوقف عباده بين يديه ويعرفهم بأعمالهم التي عملوها وأقوالهم التي قالوها وما كانوا عليه في حياتهم الدنيا من إيمان وكفر واستقامة وانحراف.
* الأمم تجثوا على الركب عندما يدعى الناس للحساب "وترى كل أمة جاثية كل أمة تدعى إلى كتابها اليوم تجزون ما كنتم تعملون" - الجاثية 27
* قال الله تعالى: "هل ينظرون إلا أنْ يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة وقضي الأمر وإلى الله ترجع الأمور" - البقرة 210؛ وهو مجيء الله تعالى ومجيء الملائكة فهو موقف جليل.
* ويؤتى بالعباد الذين عقد الحق محكمته لمحاسبتهم ويقومون صفوفا للعرض على رب العالمين "وعرضوا على ربك صفاً" - الكهف 48.
* الكفار يحاسبون لتوبيخهم وإقامة الحجة عليهم "ويوم يناديهم فيقول أين شركائي الذين كنتم تزعمون" - القصص 62؛ والكفار يتفاوتون بالعذاب كل على حسب عمله، فالنار درجات بعضها تحت بعض وكلما كان المرء أشد كفرا كلما كان أشد عذابا.
* يقيم الله تعالى على الكافرين الشهود "ولا تعملون من عمل إلا كنا عليكم شهودا إذ تفيضون فيه" - يونس 61؛ فأعظم الشهداء عليهم هو ربهم وخالقهم كما أنه يشهد الناس عليهم وكذلك الأرض والأيام والليالي والمال والملائكة وأعضاء الإنسان كل ذلك من الشهود.
* يسأل الله العباد عما عملوه في دنياهم "فوربك لنسئلنهم أجمعين عما كانوا يعملون" - الحجر 93/92، ويسأل العبد عن أربع؛ عمره وشبابه وماله وعمله ويسأل عن النعيم الذي تمتع به "ثم لتسألن يومئذ عن النعيم" - التكاثر 8؛ ويسأل عن العهود والسمع والبصر والفؤاد.
* والمؤمن يخلوا الله به فيقرره بذنوبه حتى إذا رآه أنه هلك قال الله له: "سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم" وأما الكافر والمنافق فينادى بهم على رؤوس الخلائق ويحاسبون أمام الناس.
* والحساب عام لجميع الناس إلا من إستثناهم النبي وهم سبعون ألفا منهم عكاشة بن محصن رضي الله عنه ومن صفاتهم هم الذين لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون.
* أول أمة تحاسب أمة محمد صلى الله عليه وسلم فنحن آخر الأمم وأول من نحاسب.
* وأول ما يحاسب عليه العبد من حقوق الله الصلاة وأول ما يقضي بين الناس في الدماء.
تطاير الصحف
في ختام مشهد الحساب يعطى كل عبد كتابه المشتمل على سجل كامل لأعماله التي عملها في الحياة الدنيا، والكتاب هو الصحيفة التي أحصيت فيها الأعمال التي كتبها الملائكة على العامل "فأما من أوتي كتابه بيمينه * فسوف يحاسب حسابا يسيرا * وينقلب إلى أهله مسرورا * وأما من أوتي كتابه وراء ظهره * فسوف يدعوا ثبورا * ويصلى سعيرا" - الإنشقاق 7-12؛ وعندما يعطى العباد كتبهم يقال لهم: "هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون" - الجاثية 29
* طريقة إستلام الكتب:
- المؤمن.. يستلم كتابه بيمينه من أمامه وإذا اطلع عليه سر واستبشر، قال تعالى: "فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم أقرؤا كتابيه * إني ظننت إني ملاق حسابية * فهو في عيشة راضية * في جنة عالية * قطوفها دانية * كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية" - الحاقة 19-24.
- الكافر والمنافق.. يستلمون كتبهم بشمائلهم من وراء ظهورهم ثم يدعون بالويل والثبور، قال تعالى: "وأما من أوتي كتابه بشماله فيقول يا ليتني لم أوت كتابيه * ولم أدر ما حسابية * يا ليتها كانت القاضية * ما أغنى عني مالية هلك عني سلطانيه * خذوه فغلوه * ثم الجحيم صلوه" - الحاقة 25-31.
* الموقف الرهيب:
وعن عائشة رضي الله عنها أنها سألت النبي عليه الصلاة والسلام: "هل تذكرون أهليكم؟؟" قال: "أما في ثلاث مواطن فلا يذكر أحد أحدا..
- عند الميزان حتى يعلم أيخف ميزانه أم يثقل.
- عند تطاير الصحف حتى يعلم أين يقع كتابه في يمينه أم في شماله أو وراء ظهره.
- وعند الصراط إذا وضع بين ظهراني جهنم حتى يجوز" - رواه أبو داود والحاكم.
المــيزان
وهو ما يضعه الله يوم القيامة لوزن أعمال العباد.
الميزان لوزن أعمال العباد ويكون ذلك بعد الحساب والوزن للجزاء فهذا يكون بعد المحاسبة، والمحاسبة لتقدير الأعمال.. وهو ميزان حقيقي له كفتان فلو وزن فيه السماوات والأرض لوسعت، وهو ميزان دقيق "ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفا بنا حاسبين" - الأنبياء 47، روى الحاكم عن سليمان عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "يوضع الميزان يوم القيامة فلو وزن فيه السماوات والأرض لوسعت فتقول الملائكة: يا رب لمن يزن هذا؟ فيقول الله تعالى: لمن شئت من خلقي، فتقول الملائكة: سبحانك ما عبدناك حق عبادتك" - سلسلة الأحاديث الصحيحة 2/656
* الأعمال التي تثقل الميزان:
قال صلى الله عليه وسلم:
- "كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم" - جامع الأصول 397/4
- "الطهور شطر الإيمان والحمد لله تملأ الميزان وسبحان الله والحمد لله تملآن ما بين السماء والأرض" - صحيح الجامع الصغير 229/5
- "إنَّ أثقل شيء يوضع في ميزان العبد يوم القيامة خلق حسن وإنَّ الله يبغض الفاحش البذيء" - رواه الترمذي
* حديث البطاقة:
روى الترمذي أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن الله سيخلص رجلا من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة فينشر له تسعة وتسعون سجلا كل سجل مثل مد البصر ثم يقول: أتذكر من هذا شيئا؟ أظلمك كتبتي الحافظون؟ فيقول: لا يا رب، فيقول: ألك عذر؟ فيقول: لا يا رب، فيقول الله تعالى: بلى إن لك عندنا حسنة فإنه لا ظلم اليوم، فتخرج بطاقة فيها أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله فيقول: أحضر وزنك، فيقول: يا رب ما هذه البطاقة مع هذه السجلات؟ فيقول: فإنك لا تظلم؛ فتوضع السجلات في كفة والبطاقة في كفة فطاشت السجلات وثقلت البطاقة ولا يثقل مع اسم الله شيء" - جامع الأصول 10/495
الحــوض
يكرم الله عبده محمداً صلى الله عليه وسلم في الموقف العظيم بإعطائه حوضاً واسع الأرجاء
** صفة الحوض:
- ماؤه أبيض من اللبن وأحلى من العسل.
- ريحه أطيب من المسك وكيزانه كنجوم السماء.
- يأتيه هذا الماء من نهر الكوثر الذي أعطاه الله لرسوله في الجنة.
- ترد عليه أمة محمد عليه السلام من شرب منه شربة لا يظمأ بعدها أبدا.
- طوله شهر وعرضه شهر وزواياه سواء.
- ولكل نبي حوض ولكن حوض النبي عليه السلام أكبرها وأعظمها وأكثرها لقوله عليه الصلاة والسلام: "إن لكل نبي حوضا وإنهم ليتباهون أيهم أكثر وارده وإني لأرجوا أنْ أكون أكثرهم وارده" - رواه الترمذي
- وإنَّ بعض أمة محمد عليه السلام ليردون على الحوض فيمنعون فيقول عليه الصلاة والسلام "فأقول: أي رب أصحابي، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك" - رواه البخاري ومسلم
- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ حوضي أبعد من أيلة (مدينة العقبة بالأردن) من عدن، لهو أشد بياضاً من الثلج وأحلى من العسل باللبن ولآنيته أكثر من عدد النجوم وإني لأصد الناس عنه كما يصد الرجل إبل الناس عن حوضه، قالوا: يا رسول الله أتعرفنا يومئذ؟ قال: نعم لكم سيماء (علامة) ليست لأحد من الأمم، تردون علي غرا محجلين من أثر الوضوء" - رواه مسلم؛ وفي رواية أخرى لمسلم عن أنس قال: "ترى فيه أباريق الذهب والفضة كعدد نجوم السماء"
إمتحان المؤمنين
وفي آخر يوم من أيام الحشر، يحشر العباد ويساقون إما إلى الجنة وإما إلى النار، فأما الكفار فكل أمة منهم تتبع الإله الذي كانت تعبده، فالذين يعبدون الشمس يتبعونها، فيحشر الكفار إلى النار كقطعان الماشية جماعات جماعات "وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا" - الزمر 71؛ أو يحشرون على وجوههم "الذين يحشرون على وجوههم إلى جهنم" - الفرقان 34، ولا يبقى إلا المؤمنون وفيهم المنافقون، فيأتيهم ربهم فيقول لهم: "ما تنظرون؟" فيقولون: "ننتظر ربنا"، فيعرفونه بساقه عندما يكشفها لهم فيخرون سجدا إلا المنافقين فلا يستطيعون "يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون" - القلم 43؛ ثم يتبع المؤمنون ربهم وينصب لهم الصراط ويعطى المؤمنون أنوارهم ويسيرون على الصراط ويطفأ نور المنافقين.. روى البخاري ومسلم في صحيحهما عن أبي هريرة أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال في إجابته للصحابة عندما سألوه عن رؤيتهم لله: "هل تضارون في القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب؟ قالوا: لا يا رسول الله، قال: فإنكم ترونه يوم القيامة، كذلك يجمع الله الناس فيقول: من كان يعبد شيئا فليتبعه، فيتبع من كان يعبد الشمس، ويتبع من كان يعبد القمر، ويتبع من كان يعبد الطواغيت، وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها، فيأتيهم الله في غير الصورة التي يعرفون فيقول: أنا ربكم، فيقولون: نعوذ بالله منك هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا فإذا أتانا ربنا عرفناه، فيأتيهم الله في الصورة التي يعرفون فيقول: أنا ربكم، فيقولون: أنت ربنا، فيتبعونه ويضرب جسر جهنم.." قال صلى الله عليه وسلم : "فأكون أول من يجيز ودعاء الرسل يومئذ: اللهم سلم سلم؛ وبه كلاليب مثل شوك السعدان، أما رأيتم شوك السعدان؟، قالوا: بلى يا رسول الله، قال فإنها مثل شوك السعدان غير أنها لا يعلم قدر عظمها إلا الله، فتخطف الناس بأعمالهم، منهم الموبق بعمله ومنهم المخردل، ثم ينجو.."
الصــراط
وهو الجسر الممدود على جهنم ليعبر المؤمنون عليه إلى الجنة "وإنْ منكم إلا واردها"-مريم 71
* صفته:
سئل عليه الصلاة والسلام عنه فقال: "مدحضه مزلة، عليها خطاطيف وكلاليب وحسكة مفلطحة لها شوكة عقباء تكون بنجد يقال لها السعدان" - رواه البخاري
- "أنه أدق من الشعرة وأحد من السيف" - رواه مسلم
- يمر عليه المؤمنون والمنافقون فقط عندما يلقى الكفار في النار.
* والورد نوعان:
- ورد الكفار على النار.. وهذا ورود دخول قال تعالى: "يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار وبئس الورد المورود" - هود 98
- ورد المؤمنون الموحدين.. وهذا ورود (أي مرور) على الصراط على قدر أعمالهم "فيمر المؤمن كطرف العين وكالبرق وكالريح وكالطير وكأجاويد الخيل والركاب، فناج مسلم ومخدوش مرسل ومكدوس في جهنم" - متفق عليه
أول من يعبر الصراط من الأنبياء محمد عليه السلام ومن الأمم أمته لقوله "فأكون أنا وأمتي أو من يجيزها ولا يتكلم يومئذإلا الرسل ودعاء الرسل: اللهم سلم سلم" - رواه البخاري؛ وينجي الله المتقين من الصراط لقوله تعالى "ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا" - مريم 72.
يقول شارح الطحاوية: "وفي هذا الموضع يفترق المنافقون عن المؤمنين ويتخلفون عنهم، ويسبقهم المؤمنون ويحال بينهم بسور يمنعهم من الوصول إليهم، روى البيهقي بسنده عن مسروق عن عبد الله قال: "يجمع الله الناس يوم القيامة.." إلى أن قال: "فمنهم من يعطى نوره مثل الجبل بين يديه، ومنهم من يعطى نوره فوق ذلك، ومنهم من يعطى نوره مثل النخلة بيمينه ومنهم من يعطى دون ذلك بيمينه حتى يكون آخر من يعطى نوره في إبهام قدمه، يضيء مرة ويطفأ أخرى؛ إذا أضاء قدم قدمه، وإذا أطفأ قام.." قال: "فيمر ويمرون على الصراط.. والصراط كحد السيف دحض مزلة، ويقال لهم: امضوا على قدر نوركم، فمنهم من يمر كانقضاض الكوكب، ومنهم من يمر كالريح، ومنهم من يمر كالطرف، ومنهم من يمر كشد الرجل، ويرمل رملا على قدر أعمالهم حتى يمر الذي نوره على إبهام قدمه.. تخر يد؛ وتعلق يد؛ وتخر رجل؛ وتعلق رجل؛ وتصيب جوانبه النار، فيخلصون، فإذا خلصوا قالوا: الحمد لله الذي نجانا منك بعد أن أراناك لقد أعطانا ما لم يعط أحد"
وقد حدثنا الحق تبارك وتعالى عن مشهد مرور المؤمنين على الصراط فقال: "يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم بشراكم اليوم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك هو الفوز العظيم * يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم قيل ارجعوا ورائكم فالتمسوا نورا فضرب بينهم بسور له باب باطنه في الرحمة وظاهره من قبله العذاب * ينادونهم ألم نكن معكم قالوا بلى ولكنكم فتنتم
أنفسكم وتربصتم وارتبتم وغرتكم الأماني حتى جاء أمر الله وغركم بالله الغرور * فاليوم لا يؤخذ منكم فدية ولا من الذين كفروا مأواكم هي مولاكم وبئس المصير" - الحديد 14/12
الـنــار
ويدخل الكافرون النار وأما المؤمنون وفيهم المنافقون فيتوجهون إلى الصراط
* أبوابها:
لها سبعة أبواب وإن نارنا في الدنيا جزء من سبعين جزء من حر جهنم.
* صفات أهل النار:
ما بين منكبي الكافر مسيرة ثلاثة أيام للراكب السريع وضرسه مثل جبل أحد وغلظ جلده مسيرة ثلاث.
* شرابهم وطعامهم:
الماء الحار شرابهم يصب على رؤوسهم فينفذ حتى يخلص إلى جوفه ويمرق من قدميه ثم يعاد كما كان، ولو أن قطرة من الزقوم قطرت في دار الدنيا لأفسدت على أهل الأرض معيشتهم.. وطعامهم الغسلين، وهو ما سال من جلود أهل النار من القيح والصديد وهو ما يسيل من لحم الكافر.
* أهون المعذبين:
أهون أهل النار عذابا من توضع في أخمص قدميه جمرتان يغلي منهما دماغه.
* قعرها:
لو أنَّ حجرا ألقي في جهنم يهوي بها سبعين سنة لا يصل إلى قعرها.
* وقود النار:
الكفرة والمشركين والحجارة هم وقود النار، وقال ابن مسعود "حجارته من كبريت".
* شدة حرها:
فهواؤها السموم (الريح الحارة)، وظلها اليحموم (قطع الدخان)، وماؤها الحميم وإنها تأكل كل شيء لا تبقي ولا تذر، تحرق الجلود، وتصل إلى العظام وتطلع على الأفئدة.
* كلامها:
إذا رأوها من بعيد يسمعون لها تغيظا وزفيرا وتنادي ثلاثة أصناف.. الجبار العنيد؛ وكل من دعا مع الله إله آخر، والمصورين.
* كثرة أهلها:
من يدخل النار أكثر ممن يدخل الجنة "وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين" - يوسف 103
* لباسهم:
تفصل لهم ملابس من نار.
* أنواع العذاب:
إنضاج الجلود؛ الصهر (وهو صب الحميم على رؤوسهم)؛ واللفح (فيكبون على جوههم)؛ والسحب (سحب الكفار على وجوههم)؛ وتسويد الوجوه؛ وإحاطة النار بهم؛ وإطلاعها على الأفئدة؛ وإندلاق الأمعاء فيها؛ ويقيدون بالسلاسل والأغلال والمطارق وقرن معبوداتهم وشياطينهم معهم.
القـنـطرة
روى البخاري عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال، قال صلى الله عليه وسلم: "يخلص المؤمنون من النار فيحبسون على قنطرة بين الجنة والنار، فيقتص لبعضهم من بعض مظالم كانت بينهم في الدنيا، حتى إذا هذبوا ونقوا أذن لهم في دخول الجنة فوالذي نفس محمد بيده لأحدهم أهدى بمنزله في الجنة منه بمنزله كان في الدنيا"؛ فيحبس أهل الجنة بعدما يجوزون الصراط حتى يؤخذ لبعضهم من بعض ظلاماتهم في الدنيا ويدخلون الجنة وليس في قلوب بعضهم على بعض غل، قال تعالى: "ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين" - الحجر 47؛ وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من كانت عنده مظلمة لأخيه فليتحلله منها، فإنه ليس ثم دينار ولا درهم من قبل أنْ يؤخذ لأخيه من حسناته، فإنْ لم يكن له حسنات أخذ من سيئات أخيه فطرحت عليه" - رواه البخاري؛ وأخرج الحاكم وأحمد من حديث جابر بن عبد الله بن أنيس رفعه "لا ينبغي لأحد من أهل الجنة أنْ يدخل الجنة ولأحد من أهل النار عنده مظلمة حتى أقصه منه، حتى اللطمة، قلنا يا رسول الله كيف وإنما نحشر حفاة عراة؟ قال بالسيئات والحسنات" - فتح الباري جـ 397/1
الجـنــة
* بناؤها:
بنة من فضة ولبنة من ذهب، وملاطها المسك، وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت، وترابها الزعفران، ومن صلى في اليوم اثنتي عشرة ركعة بني له بيت في الجنة.
* أبوابها:
فيها ثمانية أبواب وفيها باب اسمه الريان لا يدخله إلا الصائمون، وعرض الباب مسيرة الراكب السريع ثلاثة أيام، ويأتي عليه يوم يزدحم الناس فيه.
* درجاتها:
فيها مائة درجة ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض، والفردوس أعلاها، ومنها تفجر أنهار الجنة، ومن فوقها عرش الرحمن.
* أنهارها:
فيها نهر من عسل مصفى، ونهر من لبن، ونهر من خمر لذة للشاربين، ونهر من ماء، وفيها نهر الكوثر للنبي محمد -صلى الله عليه وسلم- أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل، فيه طير أعناقها كأعناق الجزر (أي الجمال).
* أشجارها:
فيها شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها، وإن أشجارها دائمة العطاء قريبة دانية مذللة.
* خيامها:
فيها خيمة مجوفة من اللؤلؤ عرضها ستون ميلا في كل زاوية فيها أهل يطوف عليهم المؤمن.
* أهل الجنة:
أهل الجنة جرد مرد مكحلين؛ لا يفنى شبابهم ولا تبلى ثيابهم، وأول زمرة يدخلون على صورة القمر ليلة البدر، لا يبولون ولا يتغوطون ولا يتمخطون ولا يتفلون، أمشاطهم الذهب، ورشحهم المسك، ومباخرهم من البخور.
* نساء أهل الجنة:
لو أنَّ إمرأة من نساء الجنة اطلعت إلى الأرض لأضاءت ما بينهما ولملأت ما بينهما ريحا، ويرى مخ سوقهما من وراء اللحم من الحسن، ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها.
* أول من يدخل الجنة:
نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وأبو بكر الصديق؛ وأول ثلاثة يدخلون: الشهيد، وعفيف متعفف، وعبد أحسن عبادة الله ونصح مواليه.
* نعيم آخر لأهل الجنة:
يقال له تمنى فعندما يتمنى يقال له لك الذي تمنيت وعشرة أضعاف الدنيا.
* سادة أهل الجنة:
سيدا الكهول أبو بكر وعمر؛ وسيدا الشباب الحسن والحسين؛ وسيدات نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، ومريم ابنة عمران، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون.
* خدم أهل الجنة:
ولدان مخلدون، لا تزيد أعمارهم عن تلك السن، إذا رأيتهم كأنهم لؤلؤ منثور ينتشرون في قضاء حوائج السادة.
* النظر إلى وجه الله تعالى:
من أعظم النعيم لأهل الجنة رؤية الرب عز وجل "وجوه يومئذ ناظرة * إلى ربها ناظرة" - القيامة 23/22
الخـــلـود
قال الله تعالى: "وأما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك عطاء غير مجذوب" - هود 108 (أي مقطوع)؛ وقال صلى الله عليه وسلم: "إذا أدخل الله أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار، أتى بالموت، فيوقف على السور الذي بين الجنة والنار ثم يقال: يا أهل الجنة؛ فيطلعون خائفين، ويقال: يا أهل النار، فيطلعون مستبشرين يرجون الشفاعة، فيقال لأهل الجنة وأهل النار: هل تعرفون هذا؟ فيقولون: قد عرفناه، وهو الموت الذي وكل بنا، فيضجع فيذبح على السور بين الجنة والنار ثم يقال: يا أهل الجنة خلود لا موت، ويا أهل النار خلود لا موت" - رواه مسلم.
الخـاتمــة
أخي القارئ.. أختي القارئة..
وبعد هذه الجولة الإيمانية في مراحل الإنسان وسياحته الأخروية، نسأل الله عز وجل أنْ يتقبل منا صالح الأعمال، وأنْ يثبتنا على الإسلام، وألا يجعلنا من الأشقياء المحرومين، وأن نكون من الصنف الذي أذهب الله عنهم الحزن يوم القيامة "وقالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور * الذي أحلنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب" - فاطر 35/34.
كما نسأله تبارك وتعالى أن يجعل همنا هم الآخرة فقد قال ابن القيم الجوزية رحمه الله في كتابه الفوائد: "إذا أصبح العبد وأمسى وليس همه إلا الله وحده؛ تحمل الله سبحانه حوائجه كلها، وحمل عنه كل ما أهمه، وفرغ قلبه لمحبته، ولسانه لذكره، وجوارحه لطاعته.. وإن أصبح وأمسى والدنيا همه؛ حمله الله همومها وغمومها وأنكادها، ووكله إلى نفسه فشغل قلبه عن محبته بمحبة الخلق، ولسانه عن ذكره بذكرهم، وجوارحه عن طاعته بخدمتهم وأشغالهم فهو يكدح كدح الوحوش.." وعقب على كلامه بقوله تعالى: "ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطاناً فهو له قرين" - الزخرف 26
وصلى اللهم على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين
،،،
ما دعوة أنفع يا صاحبي .... من دعوة الغائب للغائب
ناشدتك الرحمن يا قارئاً .... أن تسأل الغفران للكاتب
من وجـد الله فمـاذا فـقـد ...ومن فـقـد الله فمـاذا وجد