تأثير التدخين و التبغ على الأطفال و المراهقين
رغم معرفة التأثيرات الضارة للتدخين , فإن نسب المدخنين في العالم في ازدياد , و الأهم من ذلك أن الكثيرين يصبحون مدخنين في أعمارٍ مبكرة , فحوالي 90 % من المدخنين الكبار كانوا قد اكتسبوا هذه العادة منذ الصغر , ففي الولايات المتحدة مثلاً يسجل كل يوم 5000 حالة تدخين جديدة عند الاطفال , و رغم أن غالبية الاطفال و المراهقين يجربون التدخين لمرة أو مرتين و لكن معظمهم لا يصبحون مدمنين على التبغ و الدخان.
و أنت كأب أو كأم , ما هو دورك ؟
عليك أن تتأكد أن طفلك يعي مخاطر التدخين , فالتدخين مثلاً هو السبب الأول للموت في الولايات المتحدة الأمريكية (أي الأمراض الناجمة عن التدخين ), فالتأثيرات الفورية للتدخين هي ألم و التهاب البلعوم و السعال , أما التأثيرات طويلة الأمد فهي خطيرة , فيمكن أن يسبب السرطان , أمراض القلب , ارتفاع التوتر الشرياني , أمراض الرئتين , سرطان الفم , و أمراض اللثة , فتوعية الطفل لهذه المخاطر هي أقوى سلاح يمكن أن تحمي الطفل به من التورط في هذه العادة السيئة , أما إذا كان الطفل قد بدأ التدخين مسبقاً , فستحتاج عندها لمزيد من الجهد لجعله يقلع عن هذه العادة.
حقائق حول التدخين :
-
قد يكون النيكوتين من أخطر المواد الموجودة في تركيب التبغ , فيمكن للإنسان أن يصبح مدمناً على التبغ خلال أيام من تعاطيه و تعادل مقدرة النيكوتين في إحداث الإدمان قدرة كلٍ من المورفين و الكوكائين , فهو يؤثر على مزاج الشخص الذي يدخن وعلى عمل القلب و الرئة و المعدة و الجهاز العصبي بسبب تأثير النيكوتين على الأوعية الدموية في هذه الأعضاء.
-
يكون الطفل و المراهق المدخن أكثر عرضةً لتعاطي الحشيش و المخدرات و الحبوب الممنوعة
-
من بين كل ثلاثة أنواع للسرطان يكون التدخين مسؤولاً عن واحد منها
-
90 % من حالات سركان الرئة تنجم عن الدخان
-
قد يسبب تناول الكحول و التدخين سرطان المري
-
أنواع أخرى من السرطانات تنجم عن التدخين : سرطان البلعوم , الفم , الشفاه , البنكرياس , الكلية و المثانة
-
التدخين السلبي في بعض الحالات قد يصل الى حد أن الشخص غير المدخن و المعرض للدخان قد يتعرض لضرر يعادل تدخينه لعشر سجائر في اليوم
ما هي أضرار التدخين السلبي على الأطفال؟
يقصد بالتدخين السلبي أن الطفل لا يدخن , و لكنه يتعرض لدخان من حوله , خاصة الأبوين , و أهم تأثيرات التدخين السلبي هي :
1- ينقص نمو الجنين عند تعرض الحامل للتدخين.
2- يزيد نسبة حدوث انصبابات الأذن الوسطى.
3- يزيد تواتر انتانات السبيل التنفسي العلوي و السفلي.
4- يؤدي إلى تظاهر الربو بعمر أبكر مع سورات أكثر تكراراً و شدة.
5- ضعف وظيفة الرئة.
أما بالنسبة لإسهام التدخين السلبي في زيادة حالات السرطان و الأمراض القلبية الوعائية فلا يزال تحت الدراسة.
لماذا يميل بعض الاطفال و المراهقون للتدخين ؟
يختلف السبب من طفلٍ لآخر و من مراهقٍ لآخر , و في كل الحالات يلعب التقليد دوراً هاماً إضافة للأسباب التالية :
-
قد تكون البداية ببساطة هي تقليد لأحد أو كلا الوالدين ممن يدخنون أو لمثلٍ ما في التلفزيون
-
قد يشعر الطفل و المراهق بأنه سيبدو جذاباً و هو يدخن
-
قد يتوهم الطفل أن التدخين هو من علامات الرجولة و البلوغ و الاستقلالية
-
قد يظن البعض أن ذلك سيساعده على تخفيف الوزن
-
عدم ممارسة الطفل و المراهق لنشاطات ترفيهية كالرياضة و وجود الفراغ في حياته
كيف تحمي طفلك من التورط في عادة التدخين ؟
-
لا تكن المثل الأعلى لطفلك , فلا تدخن , أو أقلع عن التدخين !
-
يجب تنبيه الطفل لمخاطر التنبيه كجزء من تربية الطفل منذ الصغر و عدم الانتظار مفاجأة أنه قد جرب التدخين
-
حاول معرفة رأي الطفل و المراهق في التدخين بين وقتٍ و آخر
-
لا تلمح خلال مناقشة مخاطر التدخين لإمكانية معاقبة الطفل أو المراهق
-
عزز ثقة الطفل و المراهق بنفسه و تجنب التشديد على السلبيات
-
اجعل الطفل ينخرط في نشاطات تبعده عن التفكير في التدخين , خاصة النشاطات الرياضية منها
-
انتبه للإعلانات التي تسوق للدخان و افهم الطفل و المراهق أن الهدف منها ربحي فقط
-
عبر عن انزعاجك من التبغ و رائحته و مضاره و تكلفته المادية
-
اقنع طفلك أو المراهق بضرورة عدم مصاحبة المدخنين
-
لا تسمح لأحد بالتدخين في منزلك ! حتى من الزوار
متى أشك أن طفلي قد يكون بدأ بالتدخين ؟
هناك بعض المؤشرات التي يمكن ملاحظتها على الطفل و المراهق كعلامات لبدء محاولاته التدخين , و إذا كانت أول تلك العلامات هي رائحة ملابسه , فلا تفزع و لا تتهمه فوراً , و لكن اسأله عن سبب رائحة ملابسه , فقد يكون مجالسا لأشخاص مدخنين أو انه قد جرب تدخين سيجارة واحدة ! , و لا يعني أنه سيصبح مدخناً , و لكن العلامات التالية يجب أن تجعلك تشك أكثر في محاولات تدخين أحد أولادك :
ماذا تفعل عندما تكتشف أن أحداً من أولادك يدخن ؟
يجب أن تعلم انه حتى الهيئات المتخصصة قد تفشل في إقناع الطفل أو المراهق بالقلاع عن التدخين, فحول أن تركز في بدء الأمر على تحسين تواصلك مع ولدك , و إليك بعض النصائح التي قد تساعدك في إقناعه بترك هذه العادة :
-
لا تيأس من تكرار المحاولات و قدم للطفل نشرات مكتوبة حول مخاطر التدخين
-
اشرح رأيك بالموضوع للطفل أو المراهق و كن هادئاً
-
عبر بتشديد لطفلك عن عدم ارتياحك من رائحته و رائحة نفسه و لون أسنانه , فهذت يترك أثراً كبيراً عنده
-
لا تركز كثيراً على المخاطر المستقبلية البعيدة للتدخين كالسرطان و غيره لأنه غالباً لن يهتم بذلك
-
لا تسمح له بالتدخين في المنزل
-
إذا أجابك ولدك بأنه لا يستطيع أن يترك التدخين مباشرة , فأطلب منه ترك شراب أو طعام يحبه لمدة أسبوع !
-
يجب أن تركز على إقناع الطفل و ليس على إرغامه بترك التدخين
-
يفضل أن تزود ولدك ببرنامج لترك التدخين
-
امنحه المكافآت عن كل محاولة جدية
-
اجعل الطفل ينخرط في نشاطات تبعده عن التفكير في التدخين , خاصة النشاطات الرياضية منها
-
إذا كان طفلك يحب الرياضة فاشرح له تأثير التدخين على اللياقة و التنفس
-
ينصح بزيادة الطبيب أو مراكز مكافحة التدخين لمزيد من التوعية
أما إذا كنت أنت من يدخن !
يلاحظ الطفل منذ الصغر الفرق بين ما يقوم به الوالدين بعكس ما يقولونه ! و تذكر أن أكثر الاطفال و المراهقين يحبون أن يصبحوا كأحد الوالدين عندما يكبروا ! و عليك أن تعترف لطفلك بأن ما تقوم به هو خطأ , و انك تتمنى لو انك لم تتورط , و أخيراً من أجلك و من أجل أطفالك , عليك بالإقلاع عن التدخين , رغم عدم سهولة ذلك , و قد يكون اكتشافك لتدخين احد أولادك فرصة للإقلاع عن التدخين معاً !
Cig’Arrêtez!!!